ككل ليلة , اشعرُ بالنعاس و امارس كل الطقوس لانام كما ينام باقي البشر ...أُسدلُ الستائر , اطفئ الانوار و حتى القطة لم تسلم من شري الليلة فهي الان تحت كراكيب الحديقةعيناي مغمضتان لكن اليقظة تدفعني الى الملل, و الملل الى العصبية , القي نظرة على كل الاشياء في غرفتي , لا الوان فاتحة كل شيء قاتك حد الحداد , الاريكة بنية , و خزانة الملابس بنية ...و السجادة زيتية و الجدران اراهم زوبعة قادمة نحوي تنوي اقتلاعي من جذوري
_ تنفسي بعمق ...هكذا خاطبتُ نفسي و انا واقفة جامدة امام المراة
لا اجد في عقلي تفسيرا لحالتي اما قلبي فهو كالجواد الاسود لا ينحني كي امتطيه متحجر كجر المقابر.
بقدر ما احاول الهدوء و بقدر ما يزيد توتري و انفعالي , فتحت الشرفة من جديد لاجد القمر واقفا و كانه يستفزني بنظراته اتحرك يمينا و شمالا و هو يتتبعني
_ انت ايضا كاذب ايها الكوكب المظلم...من اين تسترق النور لتتباهى به امام العشاق المغفلين ؟
حتى القمر لم يجادلني , كل شيء صامت ...الملابس المعلقة, قارورة العطر تكتم انفاسها خوفا من نزعاتي الاجرامية الليلة .فقد شهدت بام عينها كيف حطمت المزهرية و شردْتُ الازهار اليابسة , و قسمت المراة نصفين فراَيْتُني وجهين متنافرين , وجه فوق و الاخر تحت
- ممممممم تخشين من الموت ؟ دندن الوجه العلوي
- نعم اخشى ان انام و لا استيقظ بعدها , قال الوجه السفلي- حتى بت ارى السرير حفرة ستبلعني ان اغمضت عيناي و اشباح الليل ستزيد الامر تعقيدا , فالاشباح التي تزورني لها لغة لا افهمها
و لما اخشى ان اموت , انا لم اسرق و لم اشرب خمرا و ..و...فقط احب التنصت اعلم انه امر غير لائق و لكن هل استحق الجنة ؟
زادت حرب الحواس عندي ضراوة , يداي باردتان ترتجفان , و عيناي شاخصتان كانهما ترتقبان حصول كارثة , وقتها تذكرت بعض النصائح لتهدئة الاعصاب ...حركات دائرية للعنق ...انا بخير ...انا بخير و انا احاول التركيز و طرد افكار تشتت حفنة الهدوء التي استجمعت , حاولت ان اتذكر اشخاصا جعلوني يوما ابتسم و شحنوا نفسي بطاقة ايجابية , لم اجد الا القليل
- هل انت شريرة ؟ سال الوجه العلوي بهدوء
- شريرة لالالا غبية نعم ...رد الوجه السفلي بحسرة
حاولت ان اجد في ذاكرتي ما يدغدغني للضحك , سرحت حتى داهمت ايام الطفولة ...لا جدوى فقد اجتاحتني رغبة عارمة في البكاء
_ هل انا مجنونة ؟؟
يتبع